ريال مدريد (بالإسبانية: Real Madrid Club de Fútbol، وتعني فريق مدريد الملكي لكرة القدم)[1] هو فريق كرة قدم محترف إسباني تأسس عام 1902، مقره العاصمة الإسبانية مدريد. يلعب الفريق في الدوري الإسباني وتم اختياره كأفضل فريق كرة قدم في القرن العشرين، وقد فاز بالدوري الإسباني اثنان وثلاثين مرة (رقم قياسي)، وثمانية عشر مرة بكأس ملك إسبانيا وأحرز رقماً قياسياً بحيازته تسع بطولات في دوري أبطال أوروبا.[4][5] وفي 21 مايو 1904، كان ريال مدريد أحد الأعضاء المؤسسين للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)[6] وهو أيضا أحد أعضاء G-14 للأندية القيادية في أوروبا التي تم إلغاؤها حاليًا واستبدلت بـرابطة الأندية الأوروبية.[7]
ظهر النادي بقوة على ساحة كرة القدم الأوروبية والإسبانية خلال عقد الخمسينيات من القرن العشرين، وبحلول عقد الثمانينيات من القرن سالف الذكر كان هذا النادي يتمتع بإحدى أفضل الفرق الرياضية في أوروبا، المعروفة باسم "جماعة النسر" (بالإسبانية: Quinta del Buitre)، الذي فاز بدوري أوروبا مرتين متتاليتين، وخمس بطولات إسبانية، وكأس إسبانيا مرة واحدة، وثلاثة كؤوس سوبر إسبانية. يُعد واحدًا من ثلاثة أندية إسبانية لم يسبق لها أن هبطت من قمة كرة القدم الإسبانية، إلى جانب أتلتيك بيلباو وبرشلونة.
يلعب الفريق جميع مبارياته الرسمية في ملعب سانتياغو بيرنابيو في العاصمة مدريد. ويختلف هذا النادي عن العديد من الأندية الأخرى حول العالم، كونه مملوكاً لأعضاء النادي (socios) الذين يسيرون أمور ناديهم باختيار رئيس ينوب عنهم في هذا، منذ تأسيس النادي عام 1902. وفي 23 ديسمبر 2000، اختارت الفيفا الفريق الإسباني ليكون "أفضل نادي في القرن العشرين".[8][9]
ويعتبر ريال مدريد أكبر نادٍ من حيث القاعدة الجماهيرية وذلك حسب دراسة لجامعة هارفارد عام 2007.[10] وأيضاً يعتبر حالياً أغنى نادي في العالم حسب الميزانية السنوية،[11][12] وأعلى النوادي قيمةً، إذ تُقدّر قيمته بحوالي 1.4 مليار يورو، وقد حقق أرباحًا هائلة في سنة 2011، قُدّرت بحوالي 438.6 ملايين يورو.[13][14]
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]السنوات الأولى (1897–1945)
فريق ريال مدريد الفائز ببطولة بأول بطولة رسمية عام 1906.
ملك إسبانيا ألفونسو الثالث عشر، خلع لقب "ملكي - ريال" على نادي مدريد لكرة القدم.
تعرفت مدينة مدريد على كرة القدم عن طريق أساتذة وطلاب مركز "مؤسسة التعليم الحرة" التعليمي (بالإسبانية: Institución Libre de Enseñanza)، والذين كانوا خريجي جامعتي أوكسفورد وكامبريدج في بريطانيا.[2] أسس هؤلاء الأساتذة والطلاب فريقاً في المدينة عام 1897 وأطلقوا عليه اسم "فريق سكاي لكرة القدم" (بالإنكليزية: Football Club Sky)، وكانوا يلعبون الكرة نهار كل يوم أحد في منطقة "مونكلوا" الواقعة في مدريد.[2] وفي عام 1900 انقسم الفريق إلى فريقين مختلفين: أحدهما سمي بفريق "مدريد الجديد لكرة القدم" (بالإنكليزية: New Foot-Ball de Madrid) والآخر سمي بفريق مدريد الإسباني (بالإنكليزية: Club Español de Madrid).[15] وانقسم الفريق الأخير مرة أخرى عام 1902، ليتأسس "فريق مدريد لكرة القدم" (بالإنكليزية: Madrid Football Club) المعروف حاليا بريال مدريد وكان ذلك بتاريخ 6 مارس 1902.[2] وبعد ثلاث سنوات من التأسيس، أي في عام 1905، استطاع الفريق المسمى آنذاك "بنادي مدريد لكرة القدم" الفوز بأول بطولة رسمية محلية وذلك بعد الفوز على أتلتيك بيلباو في نهائي كأس إسبانيا.[2] واستطاع الفريق المحافظة على لقب البطولة لمدة أربعة أعوام متتالية (إذ أن هذه البطولة كانت هي البطولة الوحيدة الرسمية المقامة آنذاك).[2] وكان النادي من الآعضاء المؤسسين للإتحاد الإسباني لكرة القدم في 4 يناير 1909، حيث مثل الفريق رئيسه أدولفو ملينديز للتوقيع على اتفاقية تأسيس الاتحاد.[2] وفي عام 1912، انتقل الفريق لملعبه الجديد المسمى "ميدان أودونيل" (بالإسبانية: Campo de O'Donnell) بعد أن كان يتنقل سابقا من مكان لآخر لعدم توفر ملعب خاص.[16] وفي عام 1920، تم تعديل مسمى الفريق من قبل ملك إسبانيا ألفونسو الثالث عشر ليصبح ريال مدريد حيث منح لقب "ريال" والتي تعني "ملكي" للفريق.[17]
في عام 1929، انطلق الدوري الإسباني لكرة القدم، وتصدر ريال مدريد الترتيب حتى آخر مباراة في الموسم، ولكنه خسر آخر مباراة أمام أتلتيك بيلباو في سان ماميس وخسر بالتالي صدارته والبطولة. وقد حل وصيفاً للبطل حينها، برشلونة، وبفارق نقطة واحدة.[18] أحرز ريال مدريد أول بطولة دوري في تاريخه بموسم 1931–32، وأتبعه في الموسم التالي بالفوز بالبطولة مرة أخرى، ليصبح أول فريق يحرز بطولة الدوري مرتين على التوالي منذ بدايتها.[19]
[عدل]عهد سانتياغو بيرنابيو والنجاح على المستوى الأوروبي (1945–1978)
ألفريدو دي ستيفانو.
انتُخب سانتياغو بيرنابيو ليكون رئيساً لريال مدريد في عام 1943.[20] وخلال فترة رئاسته، تمت إعادة بناء الفريق والملعب والمدينة الرياضية التابعة للنادي بعد أن دُمرت بفعل الحرب الأهلية الإسبانية. وبداية من عام 1953، شرع بيرنابيو بتنفيذ إستراتيجية تضمنت استقدام لاعبين من الطراز الرفيع من الخارج ومواهب بارزة من داخل إسبانيا، ولعل أبرز نقطة كانت التوقيع مع ألفريدو دي ستيفانو وجلب الموهبة الإسبانية فرانشيسكو خينتو.[21] وهكذا، تكوّن أول فريق متعدد الجنسيات في فريق واحد.[21] وفي أول مواسم دي ستيفانو حقق الفريق بطولة الدوري الثالثة في تاريخه بعد غياب دام 23 عاماً وحقق دي ستيفانو لقب الهداف بتسجيله 27 هدفاً.[21]
أمانسيو أمارو، قائد الفريق خلال فترة Ye-yé.
في عام 1955، برزت فكرة عند الصحفي الفرنسي بجريدة "ليكيب غابريل هانوت" وهي عبارة عن إقامة بطولة أوروبية سميت باسم الكأس اللاتينية (تضم فرق كل من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال)، وتطورت الفكرة بعد اجتماع رئيس ريال مدريد بتلك الفترة سانتياغو بيرنابيو في أحد فنادق باريس مع كل من بيدريغان وغوستاف سابيس لينتج عن الاجتماع تأسيس البطولة الكبرى في أوروبا للأندية التي تعرف حالياً باسم دوري أبطال أوروبا.[22] وتحت رئاسة سانتياغو بيرنابيو، أصبح ريال مدريد الفريق الأفضل سواء على المستوى المحلي أو الأوروبي، حيث استطاع الفوز بدوري أبطال أوروبا بخمس مرّات على التوالي من عام 1955 إلى 1960.[21] والفوز بتلك البطولات الخمس جعل الفريق يحوز الكأس الأصلية وكذلك سُمح لأعضائه بارتداء شعار شرفي يبين عدد البطولات التي أحرزها بالبطولة الأوروبية وتسمى وسام شرف الإتحاد الأوروبي لكرة القدم (بالإنكليزية: UEFA badge of honour).[23] وأتبع تلك الفترة بالفوز بالدوري الإسباني لخمس سنوات متتالية ليكون أول فريق إسباني يحرز هذا الانجاز، واستطاع الفريق احراز البطولة السادسة في عام 1966 بعد انتصاره في المباراة النهائية على الفريق الصربي بارتيزان بلغراد بنتيجة 2–1، وكان ذلك الفريق أول فريق يحرز اللقب وهو مكون من لاعبين كلهم محليين وسمي ذلك الفريق باسم Ye-yé وذلك نسبة إلى المتعة التي كان يقدمها بتلك الفترة والاسم مأخوذ من أغنية كان لها صيت آنذاك.[24] وصل نفس الفريق أيضاً إلى المباراة النهائية مرتين بالبطولة الأوروبية، في عامي 1962 و 1964، ولكنه خسرهما أمام كل من بنفيكا البرتغالي ونادي انتر ميلان الإيطالي على التوالي.[24]
في فترة السبعينات، فاز ريال مدريد بخمس بطولات محلية وثلاثة كؤوس للملك.[25] ولعب الفريق أول نهائي له في بطولة كأس الكؤوس الأوروبية في عام 1971، ولكنه خسر اللقاء أمام فريق تشلسي الإنكليزي بنتيجة 2-1.[26] وفي 2 تموز/يوليو 1978، توفي رئيس النادي سانتياغو بيرنابيو، وكانت تقام في تلك الفترة فعاليات كأس العالم لعام 1978 في الأرجنتين، فأمر الاتحاد الدولي لكرة القدم بالحداد مدة ثلاثة أيام تكريماً له.[27] وفي العام التالي، أنشأ النادي بطولة باسم كأس سانتياغو بيرنابيو وذلك احياءاً لذكرى وفاته.
[عدل]خماسي الجوارح وكأس أوروبا السابع (1980–2000)
خلال بداية فترة الثمانينات من القرن العشرين، لم يستطع الفريق مواصلة سيطرته على الدوري المحلي والذي توالت عليه ناديي إقليم الباسك "أتلتيك بيلباو" و"ريال سوسيداد" مرتين على التوالي لكل منها، واستمرت هذه الحالة حتى استطاع الفريق العودة للفوز بالبطولات بعد أن تخرج منه نخبة من اللاعبين، كانوا قد استطاعوا الوصول مع الفريق الثاني لريال مدريد، المسمى "ريال مدريد كاستيا"، إلى المباراة النهائية لكأس ملك إسبانيا ومقابلة الفريق الأول بذلك اللقاء لتكون الحادثة الفريدة من نوعها في عالم كرة القدم، وقد أطلق الصحفي "خوليو سيزار إيغاليسياس" اللقب المعروف بالإسبانية "La Quinta del Buitre" أي "خماسي الجوارح".[28] وهذااللقب كان يطلق بالأساس على أشهر لاعب من المجموعة قبل أن يعمم على الجميع وهو إيميليو بوتراغينيو. أما بقية أعضاء المجموعة الأربعة فهم مانويل سانشيز هونتييولو ورافائيل مارتن فازكويز وميتشيل وميغيل بارديزا.[29] ورغم مغادرة "بارديزا" الفريق، كان الفريق يضم نخبة من اللاعبين أمثال الحارس الدولي السابق فرانسيسكو بويو والظهير الأيمن الإسباني ميغيل بورلان تشيندو والمهاجم المكسيكي هوغو سانشيز، وكان الفريق قد وُصف بأنه الأفضل في إسبانيا وأوروبا في النصف الثاني من فترة الثمانينات، حيث حقق بطولتين لكأس الإتحاد الأوروبي على التوالي، وخمس بطولات من الدوري الإسباني على التوالي كذلك وبطولة واحدة لكأس ملك إسبانيا وثلاثة كؤوس السوبر الإسبانية وبطولة كأس الدوري مرّة واحدة.[29]
في بداية التسعينيات، انتهت حقبة "خماسي الجوارح" بعد مغادرة كل من "مارتين فازكيز"، "اميليو بوتراغينيو" و"ميتشيل" للنادي. في عام 1996، عيّن الرئيس لورينزو سانز المدرب فابيو كابيلو على رأس الجهاز الفني. ومع أنه لم يستمر إلا عاماً واحداً إلا أنه فاز بالدوري الإسباني، وأحضر لاعبين مثل روبيرتو كارلوس، بريدراج مياتوفيتش، دافور سوكر، وكلارنس سيدورف مما زاد من قوّة النادي الذي كان يحوي أصلا لاعبين مثل راؤول وفيرناندو هييرو وإيفان زامورانو وفيرناندو ريدوندو. نتيجة لذلك، أنهى ريال مدريد (مع قدوم فيرناندو موريانتس في عام 1997) انتظار الجماهير طيلة 32 عاما فوزه ببطولة دوري ابطال أوروبا، بفوزه في عام 1998 تحت قيادة المدرب جوب هينكس على نادي يوفنتوس في النهائي بهدف نظيف قام بتسجيله بريدراج مياتوفيتش.[30]
[عدل]حقبة الغلاكتيكوس وعهدا "كالديرون" و"بيريز" (2000-الحاضر)
هييرو وزيدان في مباراة خيرية.
في تموز/يوليو من عام 2000، تم انتخاب "فلورونتينو بيريز" كرئيس للنادي.[31] بعد حملة وعد فيها بإيفاء الديون التي أثقلت كاهل النادي وتجديده له. ولكن يُعتقد أن ما جعل فوز "بيريز" ممكناً هو التوقيع مع لويس فيغو الذي كان عضوا في الغريم التقليدي للريال، وهو نادي برشلونة.[32] في العام التالي، قام النادي بتطوير أمور التدريب وقام بإطلاق حقبة الغلاكتيكوس التي من خلالها حضر كل من زين الدين زيدان ورونالدو ولويس فيغو وروبيرتو كارلوس وراؤول وديفيد بيكهام. لم تحقق هذه السياسة الآمال المعقودة في ذلك الوقت، رغم أن النادي فاز في دوري الأبطال موسم 2001-02 وبطولة الدوري الموسم التالي، وكذلك بكأس السوبر الإسباني عام 2004، إلا أنه فشل في حصد الألقاب لثلاث سنوات بعد ذلك.[33]
لاعبوا ريال مدريد يحتفلون بفوزهم بكأس السوبر الإسباني سنة 2008 ضد فالنسيا.
في يوليو 2006، تم انتخاب "رامون كالديرون" رئيسا للنادي، فأعاد إحضار "فابيو كابيلو" كمدرب و"بيديا مياتوفيتش" كمدير رياضي. فاز ريال مدريد ببطولة الليغا عام 2007 بعد انقطاع أربعة أعوام، إلا أنه مع هذا فقد تم التخلي عن "فابيو كابيلو".[34] في الموسم التالي حصد الفريق الأبيض بطولة الليغا مرة أخرى، فكانت هذه المرة الحادية والثلاثين التي يفوز فيها بالبطولة، والتي سجلت فوز الريال ببطولتين متتاليتين لأول مرة منذ 18 عاماً.[35] في مطلع يونيو سنة 2009 أعلنت اللجنة الانتخابية بنادي ريال مدريد أن "فلورنتينو بيريز" نال رسميا مقعد رئاسة النادي.[36][37] وحاول "بيريز" و"فالدانو" في البداية التعاقد مع الفرنسي آرسين فينجر المدير الفني لنادي آرسنال، ولكن "فينجر" قرر البقاء مع أرسنال. وكان البديل الثاني هو المدرب البرتغالي "جوزيه مورينيو"، المدير الفني لإنتر ميلان الإيطالي، لكنه فضل أيضا تجديد عقده مع النادي سالف الذكر.
فتم التعاقد مع المدرب التشيلي، "مانويل بيليجريني"، المدير الفني لفريق فياريال الإسباني، كمدير فني جديد للفريق. وكعادة "بيريز" مع الصفقات المدوية فقد أنهى التعاقد مع البرازيلي "كاكا" من نادي ميلان الإيطالي بمبلغ 65 مليون يورو.[38] وكذلك تم التعاقد مع "راؤول ألبيول" من نادي فالنسيا الإسباني واللاعب كريم بن زيمه من نادي أولمبيك ليون الفرنسي وكذلك اللاعب "استيبان جانيرو" لاعب نادي خيتافي الإسباني واللاعب "ألفارو أربيلوا" ظهير نادي ليفربول الإنجليزي إضافة إلى الصفقة الأغلى وهو اللاعب البرتغالي كرستيانو رونالدو من نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي بمبلغ قياسي وصلت قيمته إلى 92 مليون دولار أمريكي. تولّى جوزيه مورينيو إدارة النادي في شهر مايو من عام 2010،[39][40] الذي قاد الفريق للفوز بكأس ملك إسبانيا لموسم 2010–11، وتمكن من الوصول إلى الدور نصف النهائي في دوري أبطال أوروبا ، وفي الموسم الثاني لمورينهو استطاع انتزاع بطولة الليغا 2011-2012 من الغريم التقليدي برشلونة بعد غيابها عن النادي الملكي ثلاث سنوات ، وفي نهاية الموسم أعلن النادي الملكي تجديد عقد مدربه جوزيه مورينيو حتى عام 2016 وكذلك تجديد عقود أهم نجوم الفريق في خطوة تؤكد استمرار مشروع مورينهو في النادي لسنوات طويلة قادمة .
[عدل]شعار وزي النادي
أول شعار للنادي.
كان أول شعار للنادي عند تأسيسه ذو تصميم بسيط، حيث كان يتكون من حروف "MCF" المختصر لاسم النادي "Madrid Club de Fútbol" وكان لونه أزرقا داكنا وكان باقي الطقم أبيض اللون. حصل أول تغيير للشعار عام 1908 وذلك بتغير شكل الاختصار وإحاطته بدائرة.[41] لم يحصل التغيير التالي إلا عند تولي بيدرو باراجيس رئاسة النادي عام 1920، وذلك عندما خلع الملك ألفونسو الثالث عشر الصفة الملكية على النادي ليضاف لقب "Real" لاسمه والذي يعني الملكي،[42] وبذلك تم إضافة تاج الملك للشعار وأصبح اسم النادي "نادي مدريد الملكي لكرة القدم" (بالإسبانية: Real Madrid Club de Fútbol).[41] ولكن في عام 1931، وبعد تفكك النظام الملكي بالدولة وتحولها إلى جمهورية، تم منع جميع الرموز الملكية بإسبانيا وبذلك أزيل التاج من الشعار وكذلك لقب ريال من اسم النادي ليعود كما كان مع إضافة شعار خلفي يدل على منطقة قشتالة.[19] وفي عام، 1941 أي بعد عامين من انتهاء الحرب الأهلية تمت إعادة تاج الملك للشعار مع الإبقاء على الشعار الدال على قشتالة،[20] وكذلك أصبح الشعار بالألوان حيث ظهر فيه اللون الذهبي بكثرة، وبالإضافة لذلك استعاد الفريق اسمه الكامل "ريال مدريد".[41] كان التغيير الأحدث بالشعار قد حصل عام 2001 عندما أراد النادي التجديد لمواكبة تغييرات العصر الجديد وكانت أبرز الإضافات هي إضافة ظلال باللون الزرق الداكن على جميع حدود الشعار.[41]
الطقم الأول لريال مدريد.
كان اللباس التقليدي لريال مدريد أبيض اللون بالكامل، كما كان هناك خط أزرق مائل بالقميص - ما زال يظهر في شعار النادي الحالي - وعلى العكس من الوقت الحاضر فإن اللون الأزرق الداكن يظهر بالجوراب.[18][43] تم إلغاء الخط من القميص بعد مشاهدة نادي كورينثيان الإنكليزي بلباسه الأبيض الكامل عام 1902.[44] تم تغيير لون الجرابات في نفس العام إلى اللون الأسود بعد أن كانت زرقاء اللون سابقا. في بداية الأربعينيات تم تغيير الطقم مجدداً بإضافة أزرار إلى القميص وتغيير مكان الشعار من الجهة اليمنى إلى اليسار، كما يظهر حالياً. في 23 نوفمبر من عام 1947 في مباراة ديربي مدريد ضد أتلتيكو مدريد أصبح ريال مدريد أول نادي أسباني يلبس قمصان تحتوي على أرقام.[20]
يكون اللباس التقليدي للنادي في المباريات التي تقع خارج ملعب البيرنابيو إما أسوداً أو بنفسجياً. تؤمن شركة ’’أديداس‘‘ الألمانية الطقم الحالي للفريق، الذي لم يتغير منذ عام 1998.[45][46] وأول راعٍ لقميص الريال كان ’’زانوسي‘‘ الذي وافق على عقد من موسم 1982-83 حتى موسم 1984-85. بعد ذلك أصبح النادي تحت رعاية ’’بارمالات‘‘ و’’أوتايسا‘‘، حتى تم توقيع شراكة طويلة مع ’’تيكا‘‘ في عام 1992.[47][48] في عام 2001، أنهى ريال مدريد اتفاقه مع تيكا واستعمل شعار موقع النادي وهو (بالإسبانية: Realmadrid.com) وذلك بدعاية من موقعه الرسمي الذي تم إطلاقه ذلك العام. وفي عام 2002 تم التوصل إلى صفقة مع شركة سيمنز، وفي 2006 تحولت الشركة إلى (بالألمانية: BenQ Siemens) بعد اندماجها وبهذا تغير اسم الشركة على قميص النادي كذلك.[49] راعي القميص الحالي هو bwin.com بعد المشاكل الاقتصادية مع سيمينز.[50][51] وقد توصلت bwin.com في منتصف 2009 مع ريال مدريد إلى تمديد عقد الرعاية حتى نهاية موسم 2013 بعد أن كان سينتهي بنهاية موسم 2009-10.[52الملعب
مقالات تفصيلية :ملعب سانتياغو بيرنابيو و ملعب ألفريدو دي ستيفانو و ملعب تشيرمارتين
ملعب سانتياغو بيرنابيو.
بعد تأسيس النادي في عام 1902، أخذ الفريق يستخدم بعض الملاعب البسيطة في مدريد للعب المباريات، حتى انتقل لأول ملعب خاص به وهو ملعب "أودونل - O'Donnell" في عام 1912.[16] وظلّ الفريق يستخدم ذات الملعب في استضافة المباريات التي تقام على أرضه لمدة أحد عشر عاما. وبعد تلك الفترة، انتقل الفريق لملعب Ciudad Lineal بشكل مؤقت، وكان الأخير صغيراً ولا يستقبل سوى حوالي 8,000 مشجع. ومن ثم انتقل الفريق لأول ملعب تملّكه وهو ملعب تشيرمارتين الذي تم افتتاحه بتاريخ 17 مايو 1923 بمباراة ضد نيوكاسل يونايتد الإنجليزي. وفي هذا الملعب، الذي يتسع لحوالي 22,500 متفرج، احتفل فريق ريال مدريد بأول بطولة دوري.[18]
وبعد العديد من النجاحات، تم انتخاب سانتياغو بيرنابيو رئيساً للنادي في عام 1943، وقرر الرئيس الجديد أن ملعب تشيرمارتين ليس بقدر طموحات النادي فأمر ببناء ملعب جديد. وتم بالفعل الانتهاء من بناء الملعب الجديد في 14 ديسمبر 1947.[20][53] والملعب الجديد، الذي يحمل حالياً اسم ملعب سانتياغو بيرنابيو، لم يمنح هذا الاسم إلا عام 1955.[21] وأول مباراة أقيمت في الملعب كانت بين ريال مدريد والنادي البرتغالي بلينينسيش وذلك في حفل افتتاحه، وانتهت بفوز الفريق الملكي بنتيجة 3–1، وكان أول هدف في الملعب من نصيب لاعب ريال مدريد سابينو بارينغا.[20]
تمت زيادة القدرة الاستيعابية للملعب بشكل كبير حتى وصلت لأكثر من 120,000 متفرج بعد توسعة عام 1953.[54][55] وبعد فترة طويلة تم تخفيض القدرة الاستيعابية نظراً للتحديثات التي تم عملها للملعب، وفي موسم 1998–99 تم تقليص القدرة الاستعابية للملعب بعد توفير مقاعد مكان الأماكن غير المتوفرة بها وذلك تطبيقاً لتعليمات الاتحاد الأوروبي التي تنص أن تكون الملاعب مهيئة بجميع وسائل السلامة واستبدال أماكن الوقوف بمقاعد لكي تكون مهيئة لاستقبال البطولات القارية.[54] وآخر تحديث للملعب كان بإضافة خمسة آلاف مقعد كي تصل بذلك القدرة الاستيعابية الحالية للملعب إلى 80,400، وهي السعة الحالية، وكان ذلك عام 2003. وهناك خطة مستقبلية تم الكشف عنها ومن أهم نقاطها تغطية الملعب بسقف متحرك.[56]
استضاف ملعب سانتياغو بيرنابيو عدداً من المباريات والنهائيات أهمها نهائي كأس العالم عام 1982، ونهائي بطولة أمم أوروبا عام 1964. وعلى مستوى الأندية استضاف نهائيات بطولة دوري أبطال أوروبا لأعوام 1957 و 1969 و 1980. وكذلك تم اختيار الملعب لاستضافة نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2010.[57] وحالياً تم رفع تصنيف الملعب من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم من تصنيف خمس نجوم إلى أعلى تصنيف تمنحه المنظمة تحت اسم الملعب الفخري.[58]
في 9 مايو 2006، تم افتتاح ملعب جديد في مدينة ريال مدريد الرياضية أطلق عليه اسم أحد أهم اللاعبين الذي سطروا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ ريال مدريد وهو ألفريدو دي ستيفانو. وهذا الملعب يستخدم غالباً لتمارين الفريق ويستضيف أيضاً مباريات أكاديمية ريال مدريد ومباريات ريال مدريد كاستيا. وتم افتتاح الملعب باجراء مباراة ضد فريق ستاد دي ريميس الفرنسي، كإعادة لذكريات لقائات الفريقين في أول نهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا عام 1956، وانتهى اللقاء بفوز ريال مدريد بنتيجة 6–1. سجل أهداف الريال كل من سيرجيو راموس، أنتونيو كاسانو (هدفين)، روبيرتو سولدادو (هدفين)، وهدف لخورادو. والملعب يعتبر حاليا ضمن مدينة ريال مدريد الرياضية، والمنشأة الجديدة لتمارين الفريق تقع خارج حدود مدينة مدريد في منطقة تسمى فالديبابيس. يمكن للملعب استيعاب ما يقارب 5,000 متفرج.[59]
[عدل]إحصائيات
مقالات تفصيلية :إحصائيات نادي ريال مدريد و الكلاسيكو
يُعد راؤول غونزاليس أكثر اللاعبين لعباً للمباريات (741 مباراة) وتسجيلاً للأهداف (323 هدفًا).[60]
حقق مانويل سانشيز هونتييولو رقما قياسيّا كونه أكثر اللاعبين لعباً للمباريات مع ريال مدريد، حيث لعب 710 مباراة مع الفريق الأول بين أعوام 1983 و 2001.[61] ويأتي سانتيلانا في المركز الثاني، حيث لعب 643 مباراة مع ريال مدريد. الرقم القياسي لأكثر حارس مرمى لعباً حصل عليه الحارس الحالي آيكر كاسياس، حيث لعب 418 مباراة مع الفريق. كذلك هناك البرتغالي لويس فيغو صاحب المائة وسبعة وعشرون مباراة دولية، الذي يُعتبر أكثر اللاعبين لعباً مع منتخباتهم، أثناء تواجده بريال مدريد.[62]
ألفريدو دي ستيفانو هو أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف، إذ أنه حقق 418 هدفاً في جميع المسابقات الرسمية وذلك خلال الفترة الممتدة من عام 1953 إلى عام 1964.[63] صمدت أهداف دي ستيفانو التسعة وأربعين في 58 مباراة ببطولة أبطال أوروبا لعقود طويلة، حتى تخطاها راؤول غونزاليس (لاعب ريال مدريد كذلك) في عام 2005. كان دي ستيفانو قد حقق أيضا الرقم القياسي لأكثر لاعبي ريال مدريد تسجيلا في بطولة الدوري المحلي، وذلك لتسجيله 216 هدفا. يُعتبر راؤول غونزاليس هداف ريال مدريد الحالي، إذ أنه قام بتسجيل 224 هدفا بالدوري المحلي[64] و 300 هدفاً في جميع المسابقات الرسمية.
أعلن ريال مدريد، رسمياً، أن أعلى نسبة حضور جماهيري لملعب السانتياغو بيرنابيو بعد التطوير الجديد وصلت إلى 20,329 مشاهدا خلال إحدى مباريات كأس ملك إسبانيا عام 2006. وحاليا، فإن المقدرة الاستيعابية لملعب سانتياغو بيرنابيو هي 30,354 شخصا.[65] وبلغ معدل الحضور الجماهيري لريال مدريد في موسم 2007-08 76,234 شخصا، وهو الأعلى بين جميع دوريات كرة القدم الأوروبية.[66] حصد ريال مدريد العديد من الأرقام القياسية، وأكثرها هو الفوز بالدوري المحلي 31 مرة (في موسم 2007–08) وأيضا الفوز بالدوري بصورة متتالية خلال 5 سنوات في مناسبتين خلال أعوام 1960–65 و 1985–90.[67]
حصل ريال مدريد على الرقم القياسي بإحرازه لقب بطل أكبر بطولة أوروبية (دوري أبطال أوروبا) 9 مرات، وأيضا فقد حقق رقما قياسيّا في لعب الدور نصف النهائي 21 مرة.[68] ويُعتبر راؤول غونزاليس الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا بسبعة وستون هدفاً. حقق الفريق كذلك الأمر الرقم القياسي في المشاركة بدوري أبطال أوروبا بصفة متتالية وذلك خلال 15 عاما، من عام 1955–56 حتى 1969–70.ويُعتبر مبلغ الأربعة وتسعون مليون يورو (أكثر من 130 مليون دولار، 80 مليون جنيه استرليني) الذي دُفع لأجل انتقال كريستيانو رونالدو من نادي مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد في موسم 2009، أعلى قيمة شراء لاعب في تاريخ كرة القدم.[4][69]
[عدل]المشجعون
يُسطير المشجعون حاجزي المقاعد موسميًا على أغلب الملعب خلال معظم المبارايات المحلية، ويُقدّر عدد هؤلاء المشجعين بحوالي 68,670 شخص.[1] يُلاحظ أنه كي يصبح المرء من حملة التذاكر الموسمية، عليه أولاً أن يكون عضوًا في النادي، أو ما يُعرف باسم socio، وبالإضافة إلى الأعضاء، يتمتع النادي بقاعدة مشجعين واسعة في إسبانيا وحول العالم، يُشكلون 1,800 مجموعة. حصد ريال مدريد أعلى متوسط نسبة حضور في تاريخ كرة القدم الإسبانية، وعادةً ما تجتذب مبارياته ما يزيد عن 65,000 متفرّج إلى ملعب سانتياغو بيرنابيو. كما احتل المرتبة الثانية بين أكثر الفرق الإسبانية تأييدًا من قبل الجماهير في موسم 2004–05، إذ بلغ معدل نسبة الحضور إلى مبارياته 71,900 متفرّج. يُعرف أكثر مشجعي ريال مدريد تشددًا باسم Ultras Sur، وهؤلاء يُعتبرون مجموعة يمينية متطرفة، وقد عقدوا ما يُشبه التحالف مع مجموعات يمينية أخرى أبرزها تلك التابعة لنادي لاتسيو الإيطالي، المعروفة باسم Irriducibili، وقد قاموا في عدّة أحيان بالتعرض للاعبين وإهانتهم بسبب عرقيتهم أو لون بشرتهم، الأمر الذي جعل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يحقق معهم ويفرض عليهم بعض العقوبات.[70][71]
[عدل]المنافسات
[عدل]الكلاسيكو
مقال تفصيلي :الكلاسيكو
مرور لاعبي ريال مدريد وتحيتهم للاعبي برشلونة.
غالبًا ما تتخذ المنافسة بين أقوى فريقين محليين لكرة القدم طابعًا حادًا، وهذا يصدق بشكل كبير على أقوى فريقين إسبانيين، ألا وهما ريال مدريد وبرشلونة، الذان تُعرف مبارياتهما باسم "الكلاسيكو" أو "المباريات التقليدية". كان كل من هذين الناديين يُعتبر ممثلاً لمنطقتين متخاصمتين منذ نشأة بطولات كرة القدم في إسبانيا، وبالتحديد منطقتا قطلونيا وقشتالة، كما المدينتين اللتان أعطتهما اسمهما. يعتبر البعض أن هذه الخصومة تعكس التوتر السياسي والثقافي بين القطلونيين والقشتاليين، الأمر الذي يراه أحد الكتّأب بمثابة إعادة تجسيد للحرب الأهلية الإسبانية.[72]
خلال عهد الحكم الديكتاتوري لكل من بريمو دي ريفيرا وفرانسيسكو فرانكو، قُمعت جميع المظاهر الثقافية الإقليمية في البلاد، كما حُظر استخدام جميع اللغات المنطوقة البلدية عدا الإسبانية،[73][74] الأمر الذي جعل سكّان الأقاليم ناقمون وتواقون إلى الحرية، وأصبحوا يجلّون رموزهم الثقافية أكثر من ذي قبل، فأصبح نادي برشلونة بالنسبة للكتالونيين "أكثر من مجرّد ناد" (بالإسبانية: Més que un club)، ويقول الكاتب والصحفي مانويل فاسكيز مونتلبان، أن أفضل الطرق التي كان الكتالونيون يُعبرون فيها عن هويتهم، كانت بالانضمام إلى نادي برشلونة، فقد كان هذا الأمر أقل خطورة من انضمامهم إلى أي جمعية سرية مناهضة لحكم فرانكو، الأمر الذي سمح لهم بالتعبير عن رغبتهم بالانشقاق عن باقي البلاد بأسلوب هادئ.[75] بالمُقابل، كان يُنظر إلى ريال مدريد على أنه تجسيد للنظام الشمولي الفاشستي على كافة مستوياته: بدأً من المستوى الإداري وحتى أصغر لاعب احتياطي.[76][77] لكن على الرغم من ذلك، فقد ذاق بعض لاعبي الفريقين، مثل جوسب سونال ورفائيل سانشيز جويرا، الأمرّين على يد بعض مؤيدي فرانكو.
تفاقمت حدّة المنافسة خلال عقد الخمسينيات من القرن العشرين، عندما ثار جدالاً يتعلق بنقل ألفريدو دي ستيفانو، الذي لعب لصالح ريال مدريد وكان سببًا في تحقيقهم عدد من الانتصارات المتوالية.[78] شهد عقد الستينيات ظهور هذه المنافسة على الساحة الأوروبية، عندما التقى الفريقان مرتين في جولات خروج المغلوب بكأس أوروبا.[79] وفي عام 2002، إلتقى الفريقان في مباراة أطلقت عليها وسائل الإعلام الإسبانية تسمية "مباراة القرن"، وحضرها ما يزيد عن 500 مليون متفرّج.[80]
[عدل]ديربي مدريد
مقال تفصيلي :ديربي مدريد
مشجعي ريال مدريد خلال مباراة ديربي مدريد لعام 2006، في ملعب سانتياغو بيرنابيو.
أكثر النوادي مجاورةً لريال مدريد هو نادي أتليتيكو مدريد، الذي تسود بين مشجعيه ومشجعي ذاك الأول منافسة حادة. تأسس نادي أتليتيكو مدريد على يد ثلاثة تلاميذ باسكيون سنة 1903، لكنه على الرغم من ذلك انضم إليه بعض اللاعبين المنشقين عن نادي مدريد لكرة القدم، الذي أصبح لاحقًا ريال مدريد، عام 1904. من أسباب العداوة التاريخية بين هذين الناديين أن مشجعي الريال هم بأغلبهم من أبناء الطبقة الوسطى، فيما أن مشجعي أتليتيكو من أبناء الطبقة الكادحة، وقد خّفت حدّة المنافسة بسبب هذه الحجة بشكل كبير حاليًا. تقابل الفريقان لأول مرة بتاريخهما في 21 فبراير سنة 1929، بمباراة اعتبرت أول ديربي في الدوري الإسباني، انتهت لصالح الريال بنتيجة 2–1.[18] حصدت هذه المنافسة انتباه محبي كرة القدم خارج إسبانيا لأول مرة في عام 1959، خلال دوري أبطال أوروبا، عندما تقابل الفريقان في المباراة نصف النهائية، التي جاءت لصالح الريال بنتيجة 2–1. غير أن أتليتيكو عادوا وثأروا لهزيمتهم عندما هزموا الريال في مبارتين نهائيتين في بطولة كأس ملك إسبانيا عاميّ 1960 و1961 على التوالي.
خلال الفترة الممتدة من عام 1961 حتى عام 1989، أي عندما سيطر ريال مدريد على الدوري الإسباني، وحده نادي أتليتيكو مدريد كان القادر على التصدي له وتكبيده بعض الخسائر، كما فعل حين فاز عليه ببطولة الدوري في أعوام: 1966، 1970، 1973، و 1977. وفي عام 1965 استحال أتليتيكو أوّل ناد يهزم الريال في ملعب سانتياغو بيرنابيو منذ ثماني سنوات. أما حاليًا فإن نتائج أغلب المباريات بين الناديين تُظهر تفوقًا ملحوظًا للريال،[81] فعلى سبيل المثال، هزم الأخير منافسه بنتيجة 0–4 خلال موسم 2002–03، وذلك في ملعب فيسينتي كالديرون.[82]
[عدل]الملكية والشؤون المالية
خلال العهد الأول لفلورنتينو بيريز (2000–2006)، عبّر النادي عن طموحه في أن يُصبح أثري أندية كرة القدم المحترفة في العالم.[83] فأقدم على التنازل عن بعض أراضي تدريبه لصالح بلدية مدريد عام 2001، وباع ما تبق منها إلى أربع شركات: ريبسول YPF، شركة مبادلة السيارات المدريدية، ساسير فاليرموسو، وشركة OHL. ساعدت تلك البيوع على سداد كافة ديون النادي، مما مهد الطريق أمامه لشراء بعض أثمن اللاعبين في العالم، مثل: زين الدين زيدان ولويس فيغو ورونالدو وديفيد بيكهام. كانت بلدية مدريد قد قامت بتخصيص أراضي تدريب الفريق السابقة لإنشاء مشاريع تنموية مختلفة، فارتفع ثمنها، ومن ثم قامت بشرائها،[33] وكان من نتيجة هذه العملية أن قامت المفوضية الأوروبية بفتح تحقيق للتأكد مما إذا كانت البلدية سيئة النية، وقامت بهذه الخطوة كي تضمن ارتفاع ثمن الأراضي بعد شرائها إياها، الأمر الذي قد يُعتبر شكلاً من أشكال التدليس.[84]
كانت ديون النادي تصل إلى 270 مليون يورو قبل أن يقوم ببيع تلك الأراضي سالفة الذكر، وبعد أن أوفيت كلها، شرعت الإدارة تصرف المال بسخاء كبير، الأمر الذي كان من نتيجته استقطاب أسماء لامعة في عالم كرة القدم إلى ريال مدريد، كما خُصص مبلغ عظيم لبناء مجمّع تدريب فريد من نوعه على أطراف المدينة.[85] تعرّض النادي لانتقادات كثيرة بفعل تركيزه على تسويق العلامات التجارية المرتبطة باسم النادي، بدلاً من تطوير مهارات وقدرات اللاعبين، على الرغم من أن سياسة بيريز ولّدت نجاحًا ماليًا عظيمًا خصوصًا في السوق الآسيوي.
كان ريال مدريد يُعتبر، بحلول شهر سبتمبر من عام 2007، أغنى نوادي كرة القدم الأوروبية،[86] كما احتل المرتبة الثانية بين أثمن النوادي في عام 2008، حيث وصلت قيمته إلى 951 مليون يورو (640 مليون جنيه استرليني / 1.285 مليار دولار أمريكي)،[87] ولم يتفوق عليه إلا مانشستر يونايتد، الذي بلغت قيمته 1.333 مليار يورو (900 مليون جنيه استرليني).[88] تربّع ريال مدريد على عرش أثمن النوادي من حيث دورة رأس المال حول العالم في عام 2010،[89] وكانت الإدارة قد أعلنت قبل ذلك عن رغبتها في افتتاح مدينة ملاهي خاصة بها بحلول عام 2013.[90]
أظهرت دراسة أجرتها جامعة هارفرد أن ريال مدريد هو أحد أهم العلامات التجارية في العالم، بين 20 علامة تجارية أخرى، كما ظهر أنه العلامة التجارية الوحيدة التي يعرف الناس أسماء مدرائها التنفيذيين واللاعبين الذين ترتبط بهم، حق المعرفة، وقد قُدّر عدد الأشخاص الذين يُتابعون أخبار النادي ومنتجاته وكل ما يتعلق به بحوالي 287 مليون نسمة حول العالم.[91] قامت مجلة فوربس بتقدير قيمة ريال مدريد في عام 2010، بالاستناد إلى أرقام وإحصاءات ترجع لموسم 2008–09، فتبيّن أنها تُقارب 992 مليون يورو (1,323 مليون دولار أمريكي)، الأمر الذي يضع النادي في المرتبة الثانية بعد مانشستر يونايتد.[92][93] كذلك هناك بحث آخر أجرته شركة ديلويت توش توهماتسو جاء فيه أن أرباح ريال مدريد بلغت خلال نفس الفترة 401 مليون يورو، مما يضعه في مقدمة النوادي المحترفة من حيث نسبة الأرباح.[94]
يُعتبر ريال مدريد جمعيةً مسجلة، مثله في ذلك مثل نادي برشلونة وأتلتيك بلباو وأوساسونا، والجمعية المسجلة تختلف عن الشركة المحدودة من ناحية أن المنتمي إليها لا يُعتبر مالكًا لأي سهم، بل هو حامل عضوية فقط لا غير.[95] يُشكل أعضاء هذه الجمعية مجلسًا من المندوبين هو الهيئة المنظمة للنادي،[96] وقد أظهر إحصاء في عام 2010 أن عدد أعضاء الجمعية بلغ 60,000 شخص.[97]
[عدل]في الثقافة العامة
اختير ريال مدريد ليكون النادي الرئيسي في الجزء الثاني من ثلاثية فيلم "هدف!" حامل عنوان "هدف 2: عيش الحلم"، من عام 2007. يُتابع الفيلم قصة نجم فريق نيوكاسل يونايتد السابق سانتياغو مونييز، عندما يُكتشف ومن ثم يبرم عقدًا مع الفريق في موسم 2005–06. رغب منتجو الفيلم بتسليط الضوء على التغييرات التي طالت حياة مونييز بعد أن انتقل إلى مدريد، وقد تمّ الإنتاج بدعم كامل من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الأمر الذي سمح لطاقم الفيلم أن يستخدم كثيرًا من اللاعبين في أدوار سينمائية، ومن هؤلاء: إيكر كاسياس وزين الدين زيدان وديفيد بيكهام ورونالدو وروبرتو كارلوس، وغيرهم. كذلك ظهر كل من فلورنتينو بيريز وألفريدو دي ستيفانو، وهما يُقدمان الشخصية الوهمية سانتياغو مونييز إلى باقي أعضاء النادي بعد أن يوقع على العقد.[98]
كذلك، ظهر النادي في فيلم "ريال، الفيلم" من عام 2005، وهو شبه وثائقي يُركز على العشق العالمي لهذا الفريق، ووردت فيه خمسة قصص لمعجبين مختلفين من أماكن مختلفة حول العالم يتحدثون عن إعجابهم بالنادي، بالإضافة لعدّة لقطات للاعبين أثناء تدريبهم الفعلي في مجمّع مدينة ريال مدريد، وأثناء بعض المباريات والمقابلات. ويُركز الفيلم على اللاعبين الغلاكتيكوس بشكل واضح، مثل ديفيد بيكهام وزين الدين زيدان وراؤول غونزاليس ولويس فيغو ورونالدو وإيكر كاسياس وروبرتو كارلوس، على الرغم من أنه لا يُغفل ذكر كافة أعضاء الفريق. كان الفيلم قد أُُنتج باللغة الإسبانية أساسًا، لكن تمت دبلجته إلى أكثر من لغة بسبب اتساع القاعدة الجماهرية للنادي حول العالم.
يُعد كتاب "العاصفة البيضاء: 100 عام من المدريدي الملكي" (بالإنجليزية: White Storm: 100 years of Real Madrid) من تأليف فيل بول، أوّل كتاب باللغة الإنجليزية يتحدث عن تاريخ ريال مدريد، وقد نُشر في عام 2002، وهو يتحدث عن أهم اللحظات في حياة النادي وأكثر العهود نجاحًا خلال السنوات المائة الأولى من حياته، وقد تُرجم إلى عدّة لغات.[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]